ما المقصودر بحساسية المريء؟ هناك رد فعل تجاه أطعمة أو مثيرات تحسسية أو ارتجاع حمضي قد يؤدي إلى تراكم نوع من خلايا الدم البيضاء (اليوزينيات) في بطانة الأنبوب الذي يصل بين فمك ومعدتك (المريء). ويمكن أن يؤدي هذا التراكم، إلى التهاب النسيج المريئي أو تلفه. ويمكن أن يؤدي النسيج المريئي التالف إلى عدم القدرة على البلع، أو انحشار الطعام فيه أثناء بلعه.

يعد هذا النوع من الحساسية مرضاً مزمناً في الجهاز المناعي. ولم يتم التعرف عليه إلا في العقدين الماضيين، ولكنه يعتبر الآن مرضاً رئيسياً في أمراض الجهاز الهضمي. وسوف نتعرف في هذا المقال على ما هو المقصود بحساسية المريء بأدق تفاصيل ما هي أسباب حساسية المريء؟ وما هي أعراض حساسية المريء عند الكبار؟ وما هو علاج حساسية المريء؟ إليك تجربتي مع حساسية المريء.

ما هي حساسية المريء؟

هو نوع من أنواع الحساسية التي تصيب المريء وينتج عنها زيادة في عدد خلايا الأزينوفيل (وهي نوع من كريات الدم البيضاء وتزيد كثير من الأحيان استجابة لحالات الحساسية). ويرتفع عدد الخلايا الأزينوفيلية عند الإصابة ببعض الأمراض المعدية. هذه الخلايا لا تتواجد في المريء، ولكن يزيد عددها في النسيج المبطن نتيجة حساسية المريء لذلك يسمى أيضا (بالتهاب المريء التحسسي الايزينوفيلي). وعند حدوث رد فعل التهاب المريء التحسسي لبعض الأطعمة غالبا ما يؤدي الى تراكم تلك الخلايا في المريء، مما يؤدي إلى اضطراب وخلل في حركة ووظيفة المريء.

ما أهم أسباب حساسية المريء؟

أسباب حساسية المريء

  • رد الفعل التحسسي لخلايا جدار المريء: تتفاعل بطانة المريء للمواد المسببة للحساسية، مثل الأطعمة أو حبوب اللقاح.
  • عدم الاهتمام بعلاج ارتجاع الحمض من المعدة للمريء: تتكاثر التأثيرات الحمضية في المريء وتنتج بروتيناً يسبب التهاب أغشيته.
  • تلف المريء: يمكن أن يؤدي الالتهاب المتكرر إلى تضيقه وتكوين ندوب فيه وظهور أنسجة ليفية بإفراط في بطانة المريء.

اقرأ المزيد عن: هل ارتجاع المريء يسبب حساسية؟

أعراض حساسية المريء عند الكبار

أعراض حساسية المريء عند الكبار، تتشابه مع أعراض بعض مشاكل الجهاز الهضمي الأخرى، وقد تشمل:

  1. صعوبة في البلع أحد أكثر الأعراض شيوعًا، حيث يشعر الشخص بصعوبة أو ألم أثناء بلع الطعام.
  2. الشعور بوجود طعام عالق في المريء: يحدث ذلك غالبًا عند تناول أطعمة صلبة.
  3. ألم في الصدر: قد يكون ألمًا مشابهًا لألم الحموضة أو ارتجاع المريء، ويزيد أحيانًا بعد تناول الطعام.
  4. حرقة المعدة: تشبه إلى حد كبير أعراض ارتجاع الحمض (الارتجاع المعدي المريئي)، لكن لا تستجيب بسهولة لأدوية الحموضة.
  5. القلس أو التقيؤ: قد يشعر البعض بالغثيان أو قد يتقيؤون بشكل متكرر.
  6. فقدان الشهية أو فقدان الوزن: في حالات شديدة، يمكن أن تؤثر حساسية المريء على تناول الطعام، مما يؤدي إلى انخفاض الوزن أو نقص التغذية.
  7. السعال الجاف: يمكن أن يترافق مع الأعراض بسبب تهيج المريء.
  8. الارتجاع الحمضي: بالرغم من أن هذه الحساسية تختلف عن ارتجاع الحمض، فإن بعض الأشخاص قد يشعرون بأعراض مشابهة.

إذا كنت تعاني من هذه الأعراض بشكل متكرر، يُنصح بمراجعة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة، حيث قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات مثل التنظير أو أخذ خزعة من المريء لتأكيد وجود التهاب مريء يويني.

ما هي عوامل الخطر المسببة لحساسية المريء؟

  • حالة المناخ: إن الأفراد الذين يعيشون في مناخ بارد أو جاف أكثرعرضة للإصابة بها عن غيرهم من الذين يعيشون في ظروف مناخية أخرى.
  • تغير الفصول: من المرجح تشخيصهم بالإصابة بين فصلي الربيع والخريف، ربما بسبب ارتفاع مستويات حبوب اللقاح والمواد المسببة للحساسية الأخرى.
  • نوع الجنس: تعد أكثرشيوعًا في الذكور عن الإناث.
  • التاريخ العائلي: يعتقد الأطباء أنها قد ينتقل في العائلة (له عامل وراثي). إذا أصيب أفراد عائلتك بهذا النوع من الحساسية،تزيد فرصة تشخيص بالمرض.إذا كنت تعاني من الحساسية البيئية أو حساسية الأطعمة أو الربو أو مرض مزمن بالجهاز التنفسي، فمن المحتمل تشخيصك بحساسية المريء.
  • العمر: في الأصل كان يُعتقد أنها أحد أمراض الطفولة، ولكنه يُعرف الآن أنه شائع أيضًا في البالغين.

حساسية المريء عند الاطفال

هي الأكثر شيوعاً في الأطفال الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي من الحساسية أو الأمراض المتعلقة بالحساسية مثل حساسية الأنف، والربو والأكزيما، وهذا المرض زاد في السنوات الأخيرة مع زيادة أمراض الحساسية. هذاالمرض مزعج جدًا لطفل صغير، وغالباً ما ينطوي عليه اتباع نظام غذائي محدود جدًا، ومن الضروري تجنب الأطعمة التي يعتقد أنها تؤدي إليه، مما يؤدي إلى سوء تغذية عند الأطفال، ولابد أن يكون الأهل على دراية ومعرفة بفوائد الأطعمة واستخدام أطعمة بديلة عن المسببة للحساسية وتحتوي على نفس القيمة الغذائية.

ما هي أعراض حساسية المريء عند الاطفال؟

  •  شكوى من الألم.
  • انزعاج في المعدة والصدر.
  • الغثيان والقيء.
  • قد يكون الألم شديدًا، مما يجعل الطفل يرفض تناول الطعام.
  • يعلق الطعام أثناء البلع و يلتصق بجدار المريء بسبب تضيق المريء الذي يمكن أن يحدث.

مضاعفات حساسية المرىء

يُساهِم علاج حساسية المريء في تفادي المضاعفات المُحتمَل الإصابة بها، مثل:

1- ضيق المريء

  • ليست الإصابة بضيق المريء من المشكلات الشائعة بين البالغين، لكن حال حدوثه، فقد يقتصر على جزءٍ واحدٍ من المريء، أو يشمل جزءًا طويلًا منه.
  • يتطوَّر ضيق المريء ببطء عادةً، كما يتأقلم المريض معه عبر الاعتماد على الأطعمة السائلة، وتناول الطعام ببطء.

2- الاختناق عند الأكل

  • قد يختنق البعض عند بلع الطعام، ومِنْ ثَمَّ يُحاولون شرب الماء، أو الجلوس، أو الوقوف، أو غير ذلك من الأمور؛ لأجل بلع الطعام العالق.
  • في المراحل المُبكِّرة من المرض، قد تُساعِد هذه الأشياء في بلع الطعام، لكن قد تحتاج بعض الحالات إلى زيارة المستشفى، خاصةً مع صعوبة نزول الطعام إلى المعدة.
  • لم يُعرَف بوضوح سبب هذا الاختناق، لكنَّه قد ينجُم عن ضيق المريء، أو الانقباض المُؤقَّت لعضلات المريء.

3- ثقب المريء

  • ما لم يحصل المريض على علاج حساسية المريء، فقد يتعرَّض المريء للثقب، وذلك بسبب رِقَّة جدرانه.
  • ثقب المريء أحد أخطر المضاعفات، إذ إنَّه يصب مباشرة في وسط الصدر، ومِنْ ثَمَّ فتأخير علاج هذه المشكلة، قد يزيد خطر الوفاة.

4- سوء التغذية

  • قد تُؤدِّي قلة كمية الطعام المُتناوَل على مدار فترةٍ طويلةٍ إلى سوء التغذية، والأنيميا، وسهولة الإصابة بالعدوى.

5- التهاب الحنجرة

  • قد يُؤدِّي تعلُّق الطعام في المريء فترةً طويلةً إلى الارتجاع داخل الحنجرة، مِمَّا يُسبِّب التهابها، وربَّما الالتهاب الرئوي أحيانًا سواء لدى الشباب، أو كبار السن.

اقرأ المزيد عن: أبرز أمراض المريء واعراضها

الأفراد الذين يعيشون في مناخ بارد أو جاف أكثرعرضة لحساسية المريء

علاج حساسية المريء

هل علاج حساسية المريء يصل للتدخل الجراحي؟

قد يحتاج العلاج في بعض الأحيان إلى التدخُّل الجراحي، ويكون ذلك من خلال توسيع المريء؛ نتيجة الضيق الذي أصابه بسبب حساسية المريء، إذ يُدخِل الطبيب أنبوبًا، أو ينفخ بالونًا داخل المريء؛ لتوسيعه، واستعادة مساحته الطبيعية، ومِنْ ثَمَّ سهولة مرور الطعام.

الآثار الجانبية لعلاج حساسية المرىء

تختلف الآثار الجانبية الناجمة عن علاج حساسية المريء؛ تبعًا للدواء المُستخدَم:

الآثار الجانبية لدواء دوبيكسنت

يُعدُّ دواء دوبيكسنت أحد الأدوية المُقرَّرة بواسطة إدارة الغذاء والدواء في علاج حساسية المريء، وهي عبارة عن حقنة تُؤخَذ مرة واحدة أسبوعيًا، إذ تُخفِّف التهابات المريء، وتُحسِّن البلع، وقد يُسبِّب هذا الدواء مع ذلك بعض الآثار الجانبية، مثل:

  • تفاعلات في موضع الحقن، مثل: الألم، والتورُّم.
  • عدوى الجهاز التنفُّسي العلوي.
  • آلام المفاصل.
  • زيادة مخاطر الإصابة بالهربس الفموي.

وقد تستمر الآثار الجانبية عِدَّة أيامٍ، أو أسابيع، لكنَّها في عمومها مُؤقَّتة، ويجب استشارة الطبيب إِنْ صارت الأعراض شديدة، أو استمرَّت وقتًا أطول من اللازم.

الآثار الجانبية لمُثبِّطات مضخة البروتون (PPIs)

رغم استخدام هذه الأدوية في تقليل إنتاج حمض المعدة، إلَّا أنَّ لها فعالية في علاج حساسية المريء، إذ تُخفِّف الالتهاب الناجم عن الحساسية لدى بعض المرضى، كما تشمل الآثار الجانبية المُحتمَلة مع مُثبِّطات مضخة البروتون ما يلي:

  • ألم البطن.
  • الصداع.
  • الإمساك.
  • الإسهال.
  • الغثيان.
  • طفح الجلد.
  • ألم البطن.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • انتفاخ البطن.

وقد يُؤدِّي استخدام هذه الأدوية لفترةٍ طويلةٍ إلى الإصابة بأمراض الكلى، أو كسور العظام، ومِنْ ثَمَّ ينبغي متابعة استعمال العلاج مع الطبيب باستمرار.

الآثار الجانبية للكورتيكوستيرويد

الكورتيكوستيرويد، أو أدوية الكورتيزون هي الأقوى بين الأدوية في علاج الالتهابات، كما تقل الجرعة العلاجية المُستخدَمة بمرور الوقت مع تحسُّن حالة المريض، إذ لا تخلو أدوية الكورتيكوستيرويد من بعض الآثار الجانبية أيضًا، مثل:

  • حب الشباب.
  • اكتساب الوزن.
  • الكدمات.
  • تقلُّبات مزاجية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • السكري.
  • هشاشة العظام.
  • ارتفاع ضغط العين.
  • تلف الكبد.
  • داء المبيضات.

الآثار الجانبية لتوسيع المريء جراحيًا

على الرغم من ندرة الإصابة بمضاعفات بعد العملية، خاصةً إذا أُجريت على يد طبيبٍ مُختص، فقد تُصابُ نسبةٌ صغيرة من المرضى ببعض المضاعفات، مثل:

  • ثقب المريء، وقد تتطلَّب جراحة إضافية لتصحيح الخطأ.
  • تمزُّق بطانة المريء، ومِنْ ثَمَّ النزيف.
يعانوا مصابي حساسية المريء بالحساسية

علاج حساسية المريء

متى يكون التهاب المريء خطيرًا؟

نادرًا ما يكون التهاب المريء وحده ذا خطورةٍ بالغة، ولكن في حال تسبَّب في الأعراض الآتية يجب استشارة الطبيب:

  • صعوبة البلع، أو تناول الطعام.
  • النزيف.
  • ضيق المريء.

وقد تتشابه أعراض التهاب المريء مع أعراض النوبة القلبية، ومِنْ ثَمَّ ينبغي الانتباه إلى الأعراض الآتية:

  • ألم الصدر.
  • خفقان القلب.
  • ألم مُمتد ناحية الكتف، والذراع.
  • ضيق التنفُّس.
  • أزيز الصدر.
  • قيء دموي.

إذ يجب المسارعة إلى زيارة الطبيب حال ظهور أيٍ من هذه العلامات؛ لأنَّ النوبة القلبية تُهدِّد حياة المريض.

هل يمكن الشفاء من التهاب المريء؟

يُمكِن الشفاء من التهاب المريء بالطبع، إذ هو من الأمراض التي يسهل علاجها، وإِنْ طال وقت علاج بعض أسبابه، كما يضمُّ علاج التهاب المريء الناجم عن حساسية المريء استخدام الأدوية المُثبِّطة لمضخة البروتون، إذ تُقلِّل إفراز حمض المعدة، كما قد يقترح الطبيب على المريض الامتناع عن تناول بعض أنواع الطعام المُشتبَه في تسبُّبها بحساسية المريء.

كذلك للكورتيزون الموضعي دورٌ في علاج التهاب المريء الناجم عن الحساسية؛ لذا فوسائل علاج حساسية المريء، والتهابه عديدة، وتصلح مع جميع المرضى تقريبًا.

تجربتي مع حساسية المريء

تجربتي مع حساسية المريء كانت صعبة، لكنها ساعدتني على فهم حالتي الصحية بشكل أفضل. بدأت الأعراض بشكل تدريجي مع شعور دائم بصعوبة في البلع وألم في الصدر بعد تناول الطعام، مما جعلني أعتقد في البداية أن الأمر مجرد حموضة أو ارتجاع. لكن مع مرور الوقت، تفاقمت الأعراض حتى أصبحت أشعر بوجود طعام عالق في حلقي بشكل متكرر، وهو ما دفعني لمراجعة الطبيب.

بعد الفحوصات والتشخيص، تم التأكد من أنني أعاني من حساسية المريء، أو ما يُعرف بالتهاب المريء اليوزيني. وصف لي الطبيب علاجًا يعتمد على تعديل النظام الغذائي واستبعاد بعض الأطعمة المسببة للحساسية، إلى جانب استخدام أدوية مضادة للالتهاب. بمرور الوقت ومع التزامي بالعلاج، تحسنت حالتي بشكل ملحوظ، وأصبحت أتمكن من تناول الطعام براحة أكبر.

على الرغم من أن التجربة كانت صعبة في البداية، إلا أنني أدركت أهمية الوعي بحالتي وتعلمت كيفية التعايش معها من خلال الالتزام بالعلاج والنظام الغذائي المناسب.

في الختام، تُعد حساسية المريء، أو التهاب المريء اليوزيني، حالة طبية مزعجة تؤثر على القدرة على تناول الطعام بشكل طبيعي وتسبب أعراضًا مثل صعوبة البلع وألم الصدر. تنجم هذه الحالة عن تفاعل مناعي غير طبيعي يؤدي إلى تراكم الخلايا اليوزينية في بطانة المريء. تختلف أسبابها من شخص لآخر، ولكن غالبًا ما ترتبط بالحساسية الغذائية أو البيئية. ولحسن الحظ، تتوفر العديد من طرق العلاج التي تشمل تعديل النظام الغذائي، واستخدام الأدوية المضادة للالتهاب، وحتى التدخلات الطبية مثل التنظير في الحالات الشديدة. إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة، يُنصح بمراجعة الطبيب لتشخيص الحالة ووضع خطة علاجية تناسب احتياجاتك الصحية.

المصادر

Complications of eosinophilic esophagitis

Esophageal Dilation