يعد مرض الارتجاع المريئي أحد الأمراض المعدية الشائعة. تشمل العلاجات المعروفة تعديلات نمط الحياة، والعلاجات الدوائية، والعلاجات الجراحية القديمة، وفي الآونة الأخيرة توصلنا إلى إجراءات التنظير الداخلي للمعدة مثل تقنية ستريتا.
أدى القلق المتزايد من الآثار الجانبية طويلة المدى لمثبطات مضخة البروتون الشائعة والأدلة الحديثة التي تثير الشكوك حول آثارها الجانبية على المدى الطويل إلى توجيه الاهتمام بإجراءات التنظير الداخلي لعلاج اضطرابات الارتجاع المريئي.
بعد دراسة العديد من إجراءات منع ارتجاع المريء المبتكرة التي تم تقديمها وفشلت على مدار العقد الماضي، هناك تساؤل مستمر بشأن مزايا التقنيات المتاحة حالياً. تركز هذه المقالة على أحد هذه الإجراءات بالمنظار، وهو ستريتا الذي يتمتع الآن بإثبات أكبر لفعاليته، واعتمادات أحدث الدراسات، وبيانات قوية تدعم سلامته وفعاليته ومتانته.
يقلل من التعرض لارتجاع الحمض إلى المريء، ويقلل من استمرار استرخاء عضلة المريء السفلية، ويزيد من شفاء المريض، ويقلل من استخدام الأدوية، ويحسن سريعا من الأعراض. وما يميزه جداً أنه إجراء غير جراحي ممتاز في السيطرة على مرض الجزر المعدي المريئي.
ماهي تقنية ستريتا (Streta)؟
عندما يعاني المرضى من مرض ارتجاع معدي مريئي أو حنجري بلعومي مزمن (GERD أو LPRD) لا يمكن التحكم فيه جيدًا بالأدوية، أو عندما تكون الأدوية طويلة الأمد خيارًا غير قابلاً للتطبيق، فإن عملية ستريتا لعلاج ارتجاع المريء هو بديل للجراحة و للأدوية. علاجه هو إجراء فريد من نوعه غير جراحي للمرضى الذين يعانون من ارتجاع المريء، يتم إجراؤه عبر الفم، ويستغرق حوالي ساعة، ويعود المرضى إلى حياتهم الطبيعية في غضون أيام قليلة.
وهو عبارة عن توصيل طاقة الترددات إلى الفتحة بين المعدة والمريء. هذا العلاج بالمنظار آمن وفعال ودائم وقابل للتكرار إذا لزم الأمر ويخدم احتياجات جميع مرضى ارتجاع المريء. ويعد فعالاً في تقليل حساسية المريء للحمض وفي تقوية عضلات المريء، وهكذا بدوره يساهم في تقليل حجم الارتجاع. لذلك، يعمل كعلاج جذري للألم الحارق للمعدة عن طريق المنظار.
كيف تعالج عملية ستريتا ارتجاع المريء؟
ستريتا لعلاج الارتجاع هو إجراء تنظيري داخلي طفيف التوغل يقلل بشكل كبير من أعراض ارتجاع المريء، مما يسمح لغالبية المرضى بالتخلص من استخدام مثبطات مضخة البروتون أو تقليل استخدام الأدوية بشكل ملحوظ. وهو إجراء خارجي يتم إجراؤه في أقل من 60 دقيقة، مما يسمح للمرضى بالخروج من المستشفى في اليوم التالي.
كيف يعمل علاج ستريتا؟
يوفر طاقة منخفضة، وطاقة ترددات لاسلكية منخفضة الحرارة (RF) لعضلة المريء العاصرة السفلية (LES) وفتحة المعدة. تعيد هذه الطاقة تشكيل الأنسجة، مما يؤدي إلى تحسين وظيفة الحاجز الطبيعي ضد ارتجاع الحمض وتقليل حالات الاسترخاء لعضلة المريء السفلية التي تسبب أعراض الارتجاع.
ستريتا لعلاج الارتجاع يعالج المشكلة الوظيفية التي قد تسبب ارتجاع المريء: وهي نقص في العضلة العاصرة. ويتضمن إجراءه تطبيق طاقة الترددات الراديوية (RF) الإجراء الذي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة في عام 2000.
ما خطوات إجراء ستريتا؟
لقد ثبت أن طاقة التردد الراديوي تعالج ارتخاء العضلات وتزيد من حجم وكمية ألياف العضلات الملسا يستخدم الطبيب قسطرة مرنة مع إبرة من النيكل والتيتانيوم لتوصيل طاقة التردد إلى جدار المري حتى يصل الى العضلة السفلية له.
ء في منطقة العلاج.
في ذلك الإجراء يتم شد جدران المريء العاصرة السفلية، واستعادة وظيفتها كحاجز لارتداد الحمض لمدة أربع سنوات على الأقل.
النتيجة هي تقوية واضحة للمريء وتقليل ارتخاء العضلة العاصرة المريئية العابرة، بدون تضيق أو تليف يصيبها.
تشير الدراسات إلى أن هذا التأثير قد يصلح العضلة العاصرة الناقصة ويستعيد وظيفة الحاجز الطبيعي ضد ارتجاع الحمض من المعدة.
هل ستريتا آمن؟
هو خيار العلاج الوحيد الذي تمت دراسته على نطاق واسع للحد الأدنى من التدخل الجراحي للارتجاع المعدي المريئي. وقد ثبت أنه آمن وفعال في أكثر من 40 دراسة سريرية وأكثر من 25000 إجراء، يشعر المرضى بعلاج كبير ودائم للأعراض لمدة تتراوح من 4-10 سنوات.
ماذا عن نتائج ستريتا؟
تشير الدراسات إلى أن معظم المرضى يعانون من تحسن في أعراض ارتداد الحمض خلال شهرين إلى ستة أشهر حيث تقوى العضلات وتشفى. في التجارب السريرية، تمكن أكثر من 80 في المائة من المرضى من التوقف عن تناول أدوية ارتجاع المريء مثل مثبطات مضخة البروتون بعد إجراء ستريتا.
مميزات إجراء تقنية ستريتا (Streta) عن الجراحات التقليدية لعلاج ارتجاع المريء
- لا يوجد تخدير كلي
- عدم المكوث في المستشفى أكثر من يوم
- إفاقة سريعة وعودة للحياة الطبيعية
- انخفاض خطر حدوث مضاعفات
- عدم الاحتياج لتناول مزيد من الأدوية
أظهرت دراسة حديثة في مجلة Surgical Endoscopy لأكثر من 200 مريض تم مراقبة حالتهم الصحية لمدة 10 سنوات بعد تلقي علاج ستريتا أن 86 ٪ من الحالات أصبحوا لا يحتاجون إلى أدوية لعلاج على ارتجاع المريء. وأظهرت الدراسة أيضاً أن معدل حدوث أي مضاعفات أقل من 1٪.
هل ستريتا مناسب لمرضى فتق الحجاب الحاجز؟
تُعد جراحة لف الجزء العلوي من المعدة حول المريء السفلي، البديل التقليدي للأدوية لمرضى الارتجاع المعدي المريئي. بالنسبة لبعض المرضى، وخاصة أولئك الذين يعانون من فتق الحجاب الحاجز الكبير، تظل تلك العملية بالمنظار هي الخيار الأفضل. يساعدك الطبيب على اختيار نوع الإجراء المناسب لحالتك.
خطورة عدم الاهتمام بعلاج ارتجاع المريء:
مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن في المريء إلى تضيُّق المريء ويمكن للضرر الذي يتعرض له المريء السفلي بسبب حمض المعدة أن يؤدي إلى تلف الأنسجة. وتؤدي الأنسجة التالفة إلى تضيّق مسار الطعام، مما يسبب مشاكل في البلع.
قد يسبب أيضا مضاعفات خطيرة تؤدي أحيانا إلى سرطان المريء. حيث يمكن أن يتسبب التلف الناتج عن الحمض في حدوث تغيرات في الأنسجة المبطنة للمريء السفلي. وترتبط هذه التغييرات بزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء. وفي بعض الحالات التي أهملت العلاج أصيبوا بقرحة نزفية في المريء حيث يمكن لحمض المعدة أن يسبب تآكل الأنسجة في المريء، مما يؤدي إلى تكوين قرحة نزفية.
اضف تعليقا