هل رأيت طفلًا أو شيخًا كبيرًا يُعاني من سوء تغذية وأخذتك به الشفقة، هل تعرف مدى خطورة سوء التغذية على الكبار والصغار، هل تعرف أفضل علاج سوء التغذية للكبار والصغار؟ في هذه المقالة سنُجيب على هذه الأسئلة بالتفصيل.
إذ يعد سوء التغذية من الأمراض المنتشرة في جميع أنحاء العالم؛ إذ يعاني حوالي ١٤٩ مليون طفلًا من التقزم، و٤٥ مليون طفلًا من النحافة، وحوالي ٤٥٪ من وفيات الأطفال أقل من ١٥عامًا بسبب نقص التغذية خاصةً في البلاد الفقيرة.
كما سنتعرف في هذه المقالة على سوء التغذية، وأنواعها، والآثار الجانبية الناتجة من بعض طرق علاجها، وأضرارها على الأطفال، وكيفية علاجها.
المقصود بـ سوء التغذية؟
سوء التغذية هي زيادة أو نقص في تناول عناصر غذائية من البروتينات، والفيتامينات، والمعادن اللازمة لإعطاء الطاقة التي يحتاجها الجسم للقيام بالأنشطة المختلفة، وبقاء الخلايا حية، واستمرار حياة الإنسان.
فسوء التغذية من أحد الأمراض التي تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للمريض، وأيضًا هناك صور مختلفة لسوء التغذية منها السمنة المفرطة، والتقزم ( قلة الوزن بالنسبة للعمر)، والهزال (قلة الوزن بالنسبة للطول) ، ونقص الوزن ( قلة الوزن بالنسبة للعمر).
ما هي أسباب سوء التغذية؟
لكي نتوصل إلى علاج سوء التغذية للكبار والصغار لا بد من معرفة الأسباب التي تؤدي إلى سوء التغذية لنتجنبها، وهي تتمثل في:
- فقدان الشهية العصبي.
- الإسهال، والقيء المستمر.
- الاختيار الخاطئ للعناصر الغذائية.
- اتباع بعض الأنظمة الغذائية الخاطئة.
- أصحاب أمراض القلب، والتليف الكيسي.
- مشكلات في الأسنان التي تؤثر على التغذية.
- عسر الهضم الذي يؤدي إلى فقدان الشهية.
- صعوبة الحصول على المواد الغذائية في البلاد الفقيرة.
- قلة الدخل بالتالي قلة توافر المواد الغذائية المفيدة للجسم.
- الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في امتصاص الغذاء.
- مدمنو المخدرات والكحول أكثر عُرضةً للإصابة بسوء التغذية.
- أمراض الجهاز الهضمي، مثل مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي.
- الحوامل، والمرضعات، وأصحاب العمليات الجراحية الخطيرة أكثر عُرضةً للإصابة بسوء التغذية.
- تزيد فرص الإصابة من سوء التغذية في كبار السن، والأطفال اليتامى وأصحاب الإعاقات في دور الرعاية.
- فقدان الشهية بسبب بعض الأمراض، مثل السرطان، والاكتئاب، وأمراض الكبد والكلى.
- تناول بعض الأدوية التي تعوق من امتصاص الغذاء.
ما هي أنواع سوء التغذية؟
هناك أنواع مختلفة من سوء التغذية، ولكل نوع من هذه الأنواع علاج خاص به، وتتمثل أنواع سوء التغذية في:
نقص التغذية
تحدث هذه الحالة عند عدم قدرة الأشخاص على الحصول على العناصر الغذائية والطاقة التي يحتاجها الجسم بسبب سوء اختيار المواد الغذائية سواء في زيادة كمية الغذاء أو نقصه؛ لأن ليس معنى زيادة كميات التغذية أن الجسم يحصل على العناصر الكافية له، مثل: نقص فيتامين أ الذي يزيد من فرصة الإصابة بالعدوى ونقص الزنك، وبعض العناصر الأخرى.
سوء التغذية بالمغذيات الدقيقة
تشمل نقص العناصر الغذائية الهامة لبناء الجسم من المعادن والفيتامينات، مثل اليود، والحديد، وحمض الفوليك، وليس هذا النقص يكون فقط في الأشخاص الذين يعانون من نحافة من الممكن أيضًا نجده في أصحاب السمنة المفرطة.
سوء التغذية الحاد
يحدث نتيجة احتباس السوائل في الجسم أو فقدان الوزن المفاجئ، وأيضًا نتيجة قلة الطعام أو اتباع نظام صحي خاطئ أو عدم القدرة على امتصاص الغذاء والسعرات الحرارية مما قد يؤدي إلى فقدان مفاجئ للوزن.
سوء التغذية المزمن
يشبه سوء التغذية الحاد، ولكن يستمر لفترات طويلة من الممكن أن يبدأ من الطفولة ويظل طول العمر، ومن الممكن أن يحدث توقف عن النمو أو حدوث تقزم أو توقف نمو العضلات وتطور أنظمة الجسم.
ما هي أعراض سوء التغذية؟
هناك أعراض مختلفة لسوء التغذية، مثل:
- الصداع.
- قلة الشهية.
- جفاف الجلد.
- قصر القامة.
- انتفاخ البطن.
- تشقق الأظافر.
- تأخر في النمو.
- ضعف المناعة.
- تورم الأطراف.
- السمنة المفرطة.
- تأخر التئام الجروح.
- تقصف وخفة الشعر.
- قلة التركيز والانتباه.
- نقص شديد في الوزن.
ما هي أضرار سوء التغذية؟
لا بد من متابعة علاج سوء التغذية للكبار وأيضًا الصغار، وذلك لأن لها أضرار عديدة على المدى البعيد والقريب وتتمثل هذه الأضرار في:
- أمراض القلب.
- السمنة المفرطة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مشكلات عقلية ونفسية.
- تأخر في تطور الدماغ.
- يؤثر على أجهزة الجسم.
- مشكلات في النمو للأطفال.
- مشكلات في الجهاز المناعي.
- قلق، واكتئاب، وتغيرات في المزاج.
- يؤثر على حواس البصر، والتذوق، والشم.
علاج سوء التغذية للكبار
يعتمد علاج سوء التغذية للكبار على بعض العوامل، مثل:
- العمر.
- الحالة العقلية.
- مستوى المعيشة للمريض.
- القدرة على إحضار الطعام.
- القدرة على مضغ، وهضم، وامتصاص الطعام.
كما يتم علاج سوء التغذية للكبار في المنزل في الحالات البسيطة القادرة على مضغ الطعام، وهضمه، وامتصاصه، وتتمثل صور العلاج في المنزل في:
- اتباع نظام صحي، ومعرفة العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم تحت إشراف طبيب تغذية.
- تناول مكملات الفيتامينات، ومكملات المعادن، ومكملات بروتينية لتعويض الجسم.
- متابعة كتلة الجسم بانتظام؛ لمعرفة مدى تحسن الحالة.
- تناول البروتين والكربوهيدرات تدريجيًا.
هناك بعض الحالات الصعبة التي لا تستطيع تناول الطعام؛ لذا لا بد من علاج سوء التغذية للكبار في هذه الحالة في المستشفى، وتتمثل صور العلاج في:
- التغذية الوريدية:تُحقن المواد الغذائية في الوريد مباشرةً.
- الأنبوب الأنفي المعدي: يوضع هذا الأنبوب من الأنف إلى الحلق ثم إلى المعدة، وتُمرر فيه المواد الغذائية في صورة سائلة، وتستمر مدة العلاج إلى ستة أسابيع.
- العلاج بالجراحة: تُستخدم الجراحة في الحالات الحرجة التي يصعب علاجها، مثل: حالات سرطان المريء عن طريق فتح أنبوبة مباشرة في المعدة من الخارج أعلى البطن، ويُسمى هذا الأنبوب فغر المعدة بالمنظار، وتُمرر فيه المواد الغذائية في صورة سائلة، وقد تصل فترة العلاج إلى عامين.
هل علاج سوء التغذية للكبار له آثار جانبية؟
هناك بعض الآثار الجانبية لعلاج سوء التغذية للكبار خاصةً التدخل الجراحي، مثل:
- حدوث إمساك أو إسهال.
- حدوث التهابات في الجلد حول الأنبوب.
- من الممكن حدوث عدوى أثناء الجراحة.
- من الممكن حدوث تمزقات أو ثقوب داخل الأمعاء.
- احتمال حدوث انسداد الأنبوب أو حركته عن مكانه الصحيح.
كيفية علاج سوء التغذية للأطفال
الأطفال هم أكثر عُرضةً للإصابة بسوء التغذية، لذا يجب على الأمهات متابعة أطفالها باستمرار مع طبيب متخصص؛ لأن سوء التغذية عند الأطفال يسبب تأخر جسدي وعقلي، وضعف المناعة، وتتمثل طرق العلاج في:
- علاج أي مشكلة صحية يعاني منها الطفل، مثل: الالتهابات التي تفقد الشهية.
- تغيير النظام الغذائي للطفل بنظام صحي، وقياس السعرات الحرارية.
- إعطاء الطفل الكميات التي يحتاجها في بنائه الجسدي والعقلي.
- التغذية الوريدية، أو إدخال المواد الغذائية عن طريق الفم.
- إعطاء الطفل بعض المكملات الغذائية.
هل يحتاج المريض إلى نظام غذائي معين؟
يحتاج المريض سواء كان مريض سمنة مفرطة أو مريض سوء تغذية إلى اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة لصحته، وشرب كمية وفيرة من الماء يوميًا، والمتابعة مع أخصائي تغذية لمتابعة كتلة الجسم.
الخاتمة
قد تعرفنا على كل ما يخص سوء التغذية، وأنواعها، وأضرارها، وكيفية علاج سوء التغذية للكبار والأطفال؛ وذلك لتجنب أي مضاعفات، وتوخي الحذر من مخاطرها.
المصادر
اضف تعليقا