يغفل الكثير من الأشخاص عن علاقة السمنة بالسكري، إذ لا يقتصر ضرر السمنة على العظام والمفاصل فقط، بل يمتد الضرر ليلحق بوظيفة القلب ويرفع خطر الإصابة بمُقاومة الأنسولين التي تُؤدي مع مرور الوقت إلى الإصابة بداء السكري خاصةً السكري من النوع الثاني.

حيث يعاني كثير من الأشخاص من الوزن الزائد، لكن لا يعلمون أن مخاطر السمنة على صحة الإنسان كثيرة جدًا، حيث تسبب السمنة كثير من الأمراض المزمنة التي قد تهدد حياة الإنسان على المدى البعيد.

ومن هذه الأمراض هو مرض السكري، فماهي علاقة السمنة بالسكري؟ هذا ما ستعرفه في هذا المقال.

[/fusion_table]

اتصل و احجز موعدك الان

ماهي علاقة السمنة بالسكري؟

يوجد نوعان رئيسيان من داء السكري وهما:

  1. داء السكري النوع الأول.
  2. داء السكري النوع الثاني.

وتوجد العديد من الدراسات التي أثبتت أن السمنة أحد أهم عوامل الخطورة التي ترفع احتمالية إصابة الشخص بداء السكري النوع الأول والثاني، كذلك أشارت الدراسات أن مُعاناة الشخص من السمنة تجعله أكثر عرضةً للإصابة بداء السكري النوع الثاني بست مرات عن الشخص الذي يتمتع بوزن مناسب.

ولا يعني ذلك أن كل من يُعاني من السمنة سيُعاني حتمًا من داء السكري النوع الثاني؛ إذ توجد العديد من العوامل الأخرى التي لها دور أساسي في إمكانية إصابة الشخص بداء السكري النوع الثاني من عدمها، وتتمثل هذه العوامل في:

  • التاريخ العائلي المرضي.
  • النظام الغذائي الذي يتبعه الشخص.
  • مُمارسة التمارين الرياضية.
  • التعرّض إلى الضغط النفسي والتوتر.
  • صحة الأمعاء.

على الرغم من سؤال ماهي علاقة السمنة بالسكري؟، هو السبب الرئيسي للإصابة بمرض السكري غير معلوم، إلا أنه توجد عوامل تساعد على زيادة احتمالية الإصابة بأي من أنواع مرض السكري، ومن هذه العوامل:

  • السمنة المفرطة.
  • العامل الوراثي.
  • تقدم العمر.
  • نمط الحياة غير الصحي من حيث النظام الغذائي وقلة النشاط البدني.

عند زيادة الوزن بصورة كبيرة أي في حالة مؤشر كتلة الجسم ( BMI ) يساوي 30 أو أكثر يزداد احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث أثبتت بعض الأبحاث أن السمنة المفرطة ترفع احتمال الاصابة بمرض السكري النوع الثاني بنسبة 80 %.

في حالة كنت تسأل عن ماهي علاقة السمنة بالسكري؟، فالسمنة المفرطة يزيد إفراز بعض المواد في الجسم مثل السيتوكينات،

لماذا السمنة تسبب مرض السكري؟

يحدث داء السكري النوع الأول بسبب عدم قدرة البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين الذي يُنظم مُستوى السكر في الدم، أما السكري النوع الثاني فيحدث نتيجة انخفاض قدرة البنكرياس على إفراز كمية كافية من الأنسولين تكفي لتنظيم مُستوى السكر في الدم، أو قد يحدث كذلك بسبب مُقاومة الخلايا للأنسولين وهو ما يُسبب تراكم السكر في الدم وبالتالي ارتفاع مستواه عن المُستوى الطبيعي.

لذلك علاقة السمنة بالسكري ومقاومة الأنسولين هي علاقة وطيدة؛ بسبب ارتفاع نسبة بعض المواد التي تُساهم في الإصابة بمُقاومة الأنسولين في الأشخاص الذين يُعانون من السمنة المفرطة عن المُعدل الطبيعي، ومن أمثلة هذه المواد: بعض الأحماض الدهنية، السيتوكينات، الجلسرين، والهرمونات.

كذلك تؤثر كمية الدهون المُتراكمة في البنكرياس والكبد على قدرة البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين بكميات تكفي لتنظيم مُستوى السكر في الدم.

فما هي العلاقة بين مرض السكري والسمنة المفرطة؟

في حالة كنت تسأل عن ماهي علاقة السمنة بالسكري؟، فالسمنة المفرطة يزيد إفراز بعض المواد في الجسم مثل السيتوكينات، و الجليسرول.

و بعض الهرمونات والمواد المحفزة للالتهاب؛ وهذه المواد تساهم بشكل كبير في زيادة مقاومة الجسم للأنسولين Insulin resistance والتي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري النوع الثاني من خلال العديد من الآليات، هذه العوامل تفسر ماهي علاقة السمنة بالسكري؟:-

1- من الاستجابة الالتهابية؟

أثبتت الأبحاث أن تراكم خلايا الدهون الموجودة في منطقة البطن بصورة كبيرة يجعلها تطلق مواد كيميائية محفزة للالتهابات تسمى السيتوكينات

وهذه المواد تقلل استجابة الخلايا المستقبلة للأنسولين الذي يفرزه الجسم، بالتالي تقل استجابة الجسم للأنسولين وهذا ما يعرف بمقاومة الأنسولين.

2- بواسطة خلل أيض الدهون؟

تسبب السمنة خلل في عمليات الأيض بالجسم، وهي العمليات الحيوية التي تجري داخل الجسم بصورة طبيعية للحفاظ على حياة الإنسان.

وهذا الخلل يجعل الأنسجة الدهنية تطلق جزيئات الدهون إلى مجرى الدم مما يقلل من استجابة الخلايا المستقبلة للأنسولين لذا تقل استجابة الجسم للأنسولين.

كما تفرز الخلايا الدهنية الأحماض الدهنية المكونة للدهون الثلاثية وهذه المواد تساهم بصورة كبيرة في زيادة مقاومة الجسم للأنسولين.

3- من خلال خلل هرموني

يحدث خلل في هرمون متواجد في الأنسجة الدهنية يسمى الاديبوكين Adipokine حيث يفرز بكميات كبيرة من خلايا الدهون مسببًا مقاومة الأنسولين.

هل يمكن علاج مرض السكري نهائياً؟

من خلال المتابعة الدورية مع طبيبك الخاص والالتزام بالادوية المتاحة لعلاج السمنة التي يصفها لعلاج مرض السكري وإدخال التغييرات على نمط الحياة يمكن السيطرة تمامًا على هذا المرض والوقاية من مضاعفاته على جميع أعضاء الجسم.

بالطبع تكون الخطوة الأولى للوقاية والعلاج من مرض السكري النوع الثاني هي فقدان الوزن الزائد، يتم ذلك عن طريق اختيار الحمية الغذائية المناسبة مع طبيب متخصص، وقد ينصح الطبيب بإجراء إحدى جراحات علاج السمنة المفرطة.

ويعتمد الدكتور رامي شعث خطط علاجية مختلفة يتم تفصيلها لكل مريض حسب حالته واحتياجاته الخاصة

فهو يبحث حول سبب الإصابة بالسمنة والسكري ومن منهم أدي إلى الآخر ثم يقوم بتحديد طرق مختلفة لعلاج السمنة مثل النظام الغذائي أو حقن بوتكس المعدة، وأيضًا يقوم بتحديد طرق لعلاج السكري عن طريق النظام الغذائي أو الأدوية المتاحة.

نعم للنظام الغذائي الجيد دور ممتاز في تخطي عقبة السمنة والسكر معًا، وقد لا يصدق هذا العديد من الحالات لكن بالفعل أثبت العديد من الدراسات إنه يمكن الاستغناء عن أدوية السكر في بعض الحالات عند تغيير النظام الغذائي للأفضل على يد طبيب متخصص.

وفي النهاية يجب اللجوء إلى طبيبك لتحديد ما هو الإجراء المناسب لك للتخلص من الوزن الزائد و علاج السكري النوع الثاني نهائيا ويجب الذكر ان ما يمكن علاجه تماما هو السكري من النوع الثاني اما النوع الاول فلايمكن التخلص منه تماما ولكن يمكن السيطرة عليه بالنظام الغذائي المناسب و الادوية .

هل الكرش من علامات السكر؟

أثبتت الدراسات أن زيادة الوزن وتراكم الدهون في منطقة البطن وهو ما يطلق عليه الكرش يرفع خطر الإصابة بمُقاومة الأنسولين والإصابة بداء السكري النوع الثاني، ولكن لا يعني ذلك أن كل من يُعاني من الكرش سيُصاب بداء السكري إذ يتوقف ذلك أيضًا على النظام الغذائي المُتبّع ومُعدل نشاط الشخص.

علاقة السمنة بالسكري علاقة وطيدة، لذلك يُساهم إنقاص الوزن بشكل كبير في التعافي من داء السكري

هل إنقاص الوزن يشفي من السكري؟

كما أشرنا أن علاقة السمنة بالسكري علاقة وطيدة، لذلك يُساهم إنقاص الوزن بشكل كبير في التعافي من داء السكري النوع الثاني تمامًا في بعض الحالات

أو على الأقل انخفاض جرعات أو عدد الأدوية اللازمة للسيطرة على مُستوى السكر في الدم؛ إذ تُساعد خسارة الوزن وانخفاض كمية الدهون المُتراكمة في البنكرياس والكبد في تحسين عمل البنكرياس وقدرته على تنظيم مُستوى السكر في الدم.

لذلك توجد العديد من النصائح التي يجب على مرضى السكري النوع الثاني اتباعها لتحسين مُقاومة الأنسولين ورفع كفاءة البنكرياس في تنظيم مُستوى السكر في الدم، ومن أهم هذه النصائح:

  • الحرص على ممارسة التمارين الرياضية.
  • الابتعاد عن الوجبات السريعة.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف.
  • تجنّب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
  • الابتعاد عن المشروبات الغازية.
  • شرب كميات كافية من الماء.
  • تناول خمس وجبات صغيرة بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة.

الخلاصة

علاقة السمنة بالسكري ومقاومة الأنسولين هي علاقة وطيدة؛ إذ تؤثر كمية الدهون المُتراكمة في البنكرياس والكبد على قدرة البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين بكميات تكفي لتنظيم مُستوى السكر في الدم.

كذلك يُؤدي ارتفاع نسبة بعض المواد عن المُستوى الطبيعي في الأشخاص الذين يُعانون من السمنة المفرطة إلى الإصابة بمُقاومة الأنسولين، ومن أمثلة هذه المواد: بعض الأحماض الدهنية، السيتوكينات، الجلسرين، والهرمونات.

المصادر

Relation-between-diabetes-2-and-obesity

Connection-between-obesity-and-diabetes

اتصل و احجز موعدك الان
تواصل معنا عبر الواتس اب