تليف الكبد مرحلة شبه أخيرة قبل التدهور الشامل لوظائف الكبد، إذ تنشأ أنسجة ندبية في الكبد؛ نتيجة الالتهاب الشديد غالبًا، فلا تُوجَد خلايا سليمة في أماكن التليف في الكبد، ومِنْ ثَمَّ لا يُقِيم الكبد وظائفه بالطريقة الصحيحة، بل قد يحتاج المريض إلى زراعة الكبد؛ لاستعادة الوظائف المفقودة؛ لذا هل يشفى مريض تليف الكبد أم أن هذه المرحلة يصعب معها الشفاء؟

[/fusion_text]
اتصل و احجز موعدك الان
تواصل معنا عبر الواتس اب

ما هو مرض تليف الكبد؟

تكوُّن نسيج ندبي بدلًا من خلايا الكبد الصحيحة، مِمَّا يُؤدِّي إلى تدهور وظائف الكبد، إذ يعيق النسيج الندبي تدفُّق الدم عبر الكبد.

درجات تليف الكبد

للإجابة عن سؤالك هل يشفى مريض تليف الكبد، ينبغي معرفة درجات ذلك التليُّف، إذ التليُّف نوعان:

1- تليُّف الكبد التعويضي (Compensated cirrhosis)

يعني ذلك أنَّ تليف الكبد لم يُظهِر أي أعراضٍ بعد، كما أنَّ نتائج الاختبارات التصويرية، والمعملية قد تكون طبيعية جدًا، ومِنْ ثَمَّ فالحصول على عيَّنة من أنسجة الكبد هي الوسيلة الوحيدة لتشخيص هذا التليف الكبدي.

2- تليُّف الكبد غير التعويضي (Decompensated cirrhosis)

بلوغ تليف الكبد مرحلة يُظهِر فيها أعراضًا واضحة، ويعتمد التشخيص على التاريخ المرضي، ونتائج الفحص الجسدي، والاختبارات المعملية، كما يُعانِي المريض من أحد مضاعفات تليُّف الكبد، مثل:

  • اليرقان.
  • الاستسقاء.
  • اعتلال الكبد الدماغي.
  • متلازمة كبدية كلوية.
  • سرطان الكبد.

ما هي آخر مراحل تليف الكبد؟

إضافةً إلى التقسيم السابق لدرجات تليف الكبد، فإنَّه يُمكِن تقسيمه أيضًا بطريقة أخرى:

  • الدرجة أ: يعمل الكبد جيدًا.
  • الدرجة ب: تلف الكبد متوسط.
  • الدرجة ج: التلف مُتقدِّم، أو شديد.

الدرجة ج هي آخر مراحل تليف الكبد، وهي معروفة أيضًا بمرض الكبد في المرحلة النهائية، إذ تتضمَّن أعراضه ما يلي:

  • الاستسقاء: تراكم السوائل في البطن، مِمَّا يُؤدِّي إلى انتفاخها، والشعور بالألم بها، بالإضافة إلى ضيق التنفس، كما بيَّنت دراسة أن 50% من مرضى الكبد المُصابين بالاستسقاء يموتون في غضون عامين.
  • الإرهاق: غالبًا يُعانِي مريض تليف الكبد الشديد من الإرهاق، والضعف، والدوخة.
  • الحكَّة: لا تقتصر على منطقة مُعيَّنة من جلد الإنسان، بل قد تشمله كله، أو تتركَّز الحكَّة في بعض الأماكن، مثل: راحة اليد، أو باطن القدم.
  • التورُّم: تتورَّم الأطراف في المراحل المُتقدِّمة من تليف الكبد، وتحديدًا في اليدين، والقدمين.
  • ضيق التنفُّس: يُصابُ مرضى تليف الكبد المُتقدِّم بضيق التنفُّس لأسبابٍ عديدة، مثل: التغيُّر في تدفُّق الدم، و زيادة الضغط؛ بسبب تراكم السوائل.
  • اليرقان: اصفرار الجلد، وكذلك صلبة العين؛ بسبب تراكم البيليروبين، وارتفاع مستوياته، إذ الكبد هو العضو الرئيسي في التخلُّص من البيليروبين.
  • أعراض عصبية: صعوبة التركيز، وضعف الذاكرة، والارتباك، إذ تتراكم السموم في الدم، وتصل إلى الجهاز العصبي.
  • انسداد الشهية: يبرز ذلك في المراحل المُتأخرة من تليف الكبد، مِمَّا يُؤدِّي إلى سوء التغذية، كما قد يُعانِي البعض من الغثيان؛ بسبب تراكم السموم في الدم.
  • كدمات ونزيف بسهولة: لا يتمكَّن الكبد من إنتاج البروتينات الضرورية لتخثُّر الدم، ومِنْ ثَمَّ يسهل النزيف، وتكوين الكدمات.

إذا فشلت الأدوية في تخفيف مضاعفات تليف الكبد، فإنَّ الخيار الوحيد المتبقي هو زراعة الكبد،

طرق تشخيص تليف الكبد

طريقة التشخيص أحد وسائل الإجابة عن تساؤلك هل يشفى مريض تليف الكبد أم لا، فبالإضافة إلى حصول الطبيب على التاريخ المرضي، تتضمَّن طرق التشخيص ما يلي:

1- الفحص الجسدي

يفحص الطبيب المريض؛ للبحث عن علامات تليف الكبد، مثل: اصفرار البشرة، أو الكدمات، أو التورُّم، أو غير ذلك من أعراض تليف الكبد في مراحله المُتقدِّمة.

2- اختبارات الدم

تشمل علامات تليف الكبد البارزة في اختبارات الدم ما يلي:

  • الألبيومين: انخفاض مستوياته عن المُعدَّل الطبيعي لها.
  • عوامل التخثُّر: كذلك تُعانِي انخفاضًا ملحوظًا، مِمَّا يزيد خطر النزيف.
  • إنزيمات الكبد: مرتفعة (إشارة إلى التهاب الكبد).
  • البيليروبين: تزداد مستوياته.
  • الحديد: تزداد مستوياته (قد يكون داء ترسب الأصبغة الدموية).
  • الأجسام المضادة: إِنْ وُجِدت، دلَّت على التهاب الكبد بالمناعة الذاتية، أو التشمُّع الصفراوي الأولي.
  • عدد كرات الدم البيضاء: مرتفع (ربَّما بسبب وجود عدوى).
  • كرياتينين: إذا كان مرتفعًا، دلَّ على القصور الكلوي المُصاحِب للمراحل المُتأخرة من تليُّف الكبد.
  • الصوديوم: منخفض عن مستواه الطبيعي.
  • ألفا فيتو بروتين: إذا كان مرتفعًا، فقد يدل على سرطان الكبد.

قد يطلب الطبيب كذلك اختبارًا لفيروسات التهاب الكبد، إذ قد يكون فيروس التهاب الكبد ب، أو فيروس التهاب الكبد ج وراء تليف الكبد.

3- اختبارات تصويرية

تكشف الاختبارات التصويرية حجم الكبد، وجودة أنسجته، كما تُقدِّر حجم التليُّف الذي أصابه، ومِنْ ثَمَّ توفير جزء من الإجابة عن سؤال هل يشفى مريض تليف الكبد أم لا.

أضِف إلى ذلك كشفها لقدر دهون الكبد، والسوائل المتراكمة في البطن، ومِنْ ثَمَّ فلا غنى عنها سواء للتشخيص المبدئي، أو لمتابعة تطور المرض، ومِنْ أمثلة هذه الاختبارات:

  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • سونار البطن.
  • أشعة الرنين المغناطيسي.

كذلك من الاختبارات التشخيصية الفائقة:

  • تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP)، إذ يكشف مشكلات القنوات الصفراوية.
  • التنظير العلوي؛ للكشف عن دوالي المريء (أحد مضاعفات مرض الكبد)، أو أي نزيف به، أو بالمعدة، أو الأمعاء.

4- خزعة

يحصل الطبيب على عيِّنة من نسيج الكبد، ثُمَّ يفحصها تحت المجهر، إذ تُؤكِّد هذه العيِّنة تشخيص تليف الكبد، كما يُمكِن أن تكشف عن بعض أسباب تليفه، وتُحدِّد قدر التلف الذي أصاب خلايا الكبد.

اتصل و احجز موعدك الان
تواصل معنا عبر الواتس اب

لا يُوجَد علاج جذري لتليف الكبد

هل يشفى مريض تليف الكبد؟

في الواقع لا يُوجَد علاج جذري لتليف الكبد، إذ التلف الذي أصاب الكبد هو تلف دائم لا رجعة فيه، ولا سبيل لاستعادة خلايا الكبد الطبيعية ذات الوظائف المُتعدِّدة.

ولكن يُمكِن تخفيف وطأة الأعراض، والمضاعفات كأن يتناول المريض الأدوية المضادة للفيروسات حال تشخيصه بأحد فيروسات التهاب الكبد، وكذلك قد يصل تليف الكبد إلى مراحل يصعب معها عمل الكبد، ومِنْ ثَمَّ يتمثل العلاج حينها في زراعة الكبد.

هل يحتاج مريض تليف الكبد إلى زراعة الكبد؟

إذا فشلت الأدوية في تخفيف مضاعفات تليف الكبد، فإنَّ الخيار الوحيد المتبقي هو زراعة الكبد، إذ يستأصل الطبيب الكبد التالف، مُعوِّضًا عنه بآخر صحيح من شخص حي، كما لا يُلجأ إلى زراعة الكبد إلَّا إذا تدهورت وظائف الكبد بشدة.

هل تليف الكبد يتحول إلى سرطان؟

لا يتحوَّل التليف إلى سرطان، لكن معظم مرضى تليف الكبد قد يُعانُون من السرطان، إذ تزداد فرص الإصابة به مع التليف الحاصل، ولعل ذلك يعود إلى سبب التليف نفسه، إذ إنَّ الإصابة بفيروس التهاب الكبد ب، أو فيروس التهاب الكبد ج تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الكبد.

الخلاصة

هل يشفى مريض تليف الكبد؟ ما دام الكبد قد وصل إلى مرحلة التليف، فهذا معناه تكوين الأنسجة الندبية التي لا يُمكِن معها تعويض خلايا الكبد السليمة المفقودة، لكن قد تُساعِد الأدوية، والوسائل العلاجية المختلفة في تخفيف الأعراض، أو الحد من المضاعفات، بينما تحتاج الحالات المتقدمة أحيانًا إلى عملية زراعة الكبد.

إذ ثبت أنَّ مرضى تليف الكبد أكثر عُرضةً لسرطان الكبد، ومِنْ ثَمَّ فسرعة العلاج حال ظهور مضاعفات تليف الكبد أمر ضروري، وذلك وفق تعليمات الطبيب المُعالِج.

المصادر

Cirrhosis of the Liver: What is It, Symptoms, Causes & Stages

Cirrhosis | NHS inform