كثيرةٌ هي الأمراض التي تُصِيب الكبد، وإِنْ كان التهاب الكبد الفيروسي الأكثر شيوعًا من بينها، لكن ليست المشكلة في منشأ المرض ذاته، وإنَّما في تبعاته، إذ تمر أعراض امراض الكبد بمراحل تنتهي غالبًا بتليف (تشمع) الكبد، وهو ما يعني عدم قدرته على أداء وظائفه، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ التعرُّف على الأعراض مبكرًا ضرورة للحفاظ على الكبد.
كيف تعرف أنك مصاب بمرض في الكبد؟
تُوجَد العديد من المؤشرات المبكرة الدالة على الإصابة بمرضٍ في الكبد، ومنها على سبيل المثال:
- الإحساس بالتعب معظم الوقت.
- فقد الشهية.
- خسارة الوزن دون سبب واضح.
- ألم في الجانب العلوي الأيمن من البطن.
- شعيرات دموية صغيرة تشبه العنكبوت في الجلد أعلى مستوى الخصر.
- اضطرابات النوم.
- الغثيان والقيء.
- احمرار راحة اليد.
أعراض امراض الكبد
تضمُّ أبرز أعراض امراض الكبد ما يلي:
1- اليرقان
تغيُّر لون الجلد، وبياض العين باللون الأصفر؛ بسبب زيادة مستويات البيليروبين في الدم، إذ هو أحد المُركَّبات التي يتخلَّص منها الكبد، ومِنْ ثَمَّ فعند اختلال وظائف الكبد، ترتفع مستويات البيليروبين.
إذ يُعدُّ اليرقان العلامة الأولى الدالة على مرض الكبد، كما قد يتسبَّب في أعراضٍ أخرى، مثل: البول الداكن، إذ يُفقَد جزء من البيليروبين الزائد عن طريق البول.
2- الركود الصفراوي
يعني الركود الصفراوي قلّة، أو انقطاع تدفُّق العصارة الصفراوية، إذ يُسبِّب ذلك بعض الأعراض، مثل:
- اليرقان.
- بول داكن.
- براز شاحب.
- سهولة النزيف.
- تضخُّم المرارة.
3- ألم البطن
يُعدُّ ألم البطن خاصةً في الجزء العلوي الأيمن منها أحد أهم أعراض امراض الكبد، خاصةً في بدايته، لكنه قد يكون كذلك ناجمًا عن أسبابٍ أخرى، ومِنْ ثَمَّ ينبغي استشارة الطبيب؛ لمعرفة سبب الألم، والتعامل معه بالوسيلة المناسبة.
4- تضخُّم الكبد
تضخم الكبد علامة من علامات مرضه، وقد لا يصحبه أعراض أخرى، لكن لا ينبغي تجاهل تضخم الكبد بأي حالٍ من الأحوال.
5- الاستسقاء
لا يُنتِج الكبد بروتينًا بما يكفي حال إصابته بمرضٍ ما، مِمَّا يُؤدِّي إلى تسرب السوائل وتراكمها في بعض الأنسجة، والاستسقاء ما هو إلَّا تراكم للسوائل في تجويف البطن، وعادةً ما يُصاحِب الأعراض الأخرى لمرض الكبد، كما قد يُسبِّب الاستسقاء ضيق التنفُّس.
6- النزيف والكدمات
الكبد مصنع البروتينات المسئولة عن عوامل التخثُّر، ومِنْ ثَمَّ فمرض الكبد يُؤدِّي إلى نقص هذه البروتينات، ومِنْ ثَمَّ سهولة النزيف، وتكوين الكدمات، والتي قد لا يكون لها سبب واضح، إذ الشائع أنَّ الكدمة لا تكون إلَّا بعد إصابةٍ ما، لكن ها هنا قد تنشأ دون إصابة؛ بسبب نقص عوامل التخثُّر.
7- دوالي المريء
أحد الأعراض المتأخرة لمرض الكبد، وهو اتساع الأوعية الدموية في الجزء السفلي من المريء بما يجعلها عُرضةً للنزيف، وذلك نتيجة ارتفاع ضغط الدم البابي، ما يُؤدِّي إلى تكوين أوعية دموية جانبية تنقل الدم تحت ذلك الضغط المرتفع، ومِنْ ثَمَّ تتسع الأوعية الدموية في المريء، وتُصبِح مُعرَّضة للانفجار.
8- أعراض أخرى
كذلك من أعراض امراض الكبد ما يلي:
- انسداد الشهية.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الغثيان والقيء.
- التعب والإرهاق.
- آلام المفاصل.
- الحكَّة.
هل تختلف أعراض امراض الكبد من مرحلة إلى أخرى؟
تختلف أعراض امراض الكبد حسب طبيعة المرحلة التي يمرُّ بها المرض:
1- التهاب الكبد (Hepatitis)
يلتهب الكبد، وربَّما يتضخَّم ويزداد حجمه، كما قد لا يُعانِي معظم المرضى من أي أعراضٍ في هذه المرحلة، لكن إِنْ ظهرت أعراض، فقد تشمل ما يلي:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- انسداد الشهية.
- ألم البطن.
- اليرقان.
2- تليف الكبد (Fibrosis)
يبدأ الكبد المُلتهِب في تكوين نسيجٍ ندبي، لكنَّه لا يحل محل خلايا الكبد السليمة، ولا يُؤدِّي وظائفها في نفس الوقت، ومِنْ ثَمَّ فهنا بداية تأثُّر الكبد، وعدم قيامه بوظائفه على أكمل وجه، وإِنْ لم يكن هناك أعراض تصاحب هذه المرحلة عادةً.
3- تشمع الكبد (Cirrhosis)
تكوين أنسجة ندبية أشدّ من المرحلة السابقة، كما يتضاءل عدد خلايا الكبد السليمة، مِمَّا يُصعِّب قيام الكبد بوظائفه، ومِنْ ثَمَّ تظهر بعض الأعراض، مثل:
- التعب والإرهاق.
- انسداد الشهية.
- خسارة الوزن دون سبب معلوم.
- الغثيان والقيء.
- ألم البطن الخفيف.
4- مرض الكبد في المرحلة النهائية (End-stage)
يُشِير مرض الكبد في المرحلة النهائية إلى تليُّف الكبد المُتقدِّم، أو المرحلة الرابعة لالتهاب الكبد الفيروسي ج، أو القصور الكبدي المزمن، إذ تتدهوَّر وظائف الكبد تمامًا في هذه المرحلة، وتُمثِّل عملية زراعة الكبد الحل لاستعادة وظائف الكبد مجددًا.
تضمُّ أعراض مرض الكبد في هذه المرحلة ما يلي:
- اليرقان.
- الحكَّة الجلدية الشديدة.
- النزيف والكدمات.
- تراكم السوائل في البطن، أو اليدين، أو القدمين.
- ألم البطن.
- فقد الشهية.
- الارتباك.
أعراض الكبد الدهني
ينشأ الكبد الدهني عن تراكم الدهون داخل خلايا الكبد، وقد تستغرق أعراض الكبد الدهني سنواتٍ حتى تظهر، مثل:
- التعب الشديد.
- خسارة الوزن.
- اصفرار الجلد وبياض العينين.
- الحكَّة المستمرة.
قد ينقلب الكبد الدهني إلى تشمع الكبد، ويُسبِّب أعراضًا مُتقدِّمة، مثل:
- تراكم السوائل.
- النزيف الداخلي.
- ضمور العضلات.
- التشوش والارتباك.
كما تزداد فرص الإصابة بالكبد الدهني مع السمنة، أو فرط شحميات الدم، أو الإصابة بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم.
أعراض تليف الكبد المبكر
أمَّا أعراض تليف الكبد المبكر، فتضمُّ ما يلي:
- اليرقان، وهو اصفرار الجلد، وبياض العينين.
- ألم البطن.
- الغثيان.
- فقد الشهية.
- خسارة الوزن.
- تراكم السوائل في البطن.
- سهولة تكوُّن الكدمات.
- الحكَّة.
وفي حال إِنْ أُهمل التعامل مع هذه الأعراض، فقد يُؤدِّي ذلك في النهاية إلى تليف الكبد الشديد، والقصور الكبدي، ومِنْ ثَمَّ ينبغي المسارعة إلى العلاج حال التأكُّد من الإصابة بمرض الكبد.
متى تظهر أعراض امراض الكبد؟
يختلف وقت ظهور أعراض امراض الكبد، حسب نوع المرض، فقد تستغرق بعض الأمراض أسابيع كي تظهر أعراضها، مثل: التهاب الكبد الفيروسي أ، وربَّما يحتاج البعض الآخر إلى سنواتٍ كالكبد الدهني.
كذلك قد يُصابُ البعض بفيروس التهاب الكبد، ولا يشكون من أيِّ أعراض، لكن ها هنا إشارة فقط إلى الخطوط العريضة لوقت ظهور أعراض امراض الكبد:
- التهاب الكبد الفيروسي أ: تظهر الأعراض في غضون 2 – 7 أسابيع من الإصابة بالفيروس.
- التهاب الكبد الفيروسي ب: تبدأ الأعراض في الظهور في فترةٍ تتراوح بين 60 – 150 يومًا بعد التعرُّض للفيروس.
- التهاب الكبد الفيروسي ج: تظهر الأعراض في غضون 2 – 6 أسابيع من التعرُّض للفيروس، وإِنْ كان ذلك الفيروس أخطرهم، لكن 80% من المُصابِين به لا يُعانُون من أيِّ أعراضٍ.
أمَّا الكبد الدهني فيستغرق سنواتٍ، إذ يستمر تراكم الدهون في الكبد على مدار الوقت مع عدم اهتمام المريض بالحمية الغذائية، كما قد تظهر أعراض مرض الكبد فجأة كما في حالة التهاب الكبد بالمناعة الذاتية، أو تناول جرعة عالية مفاجئة من الباراسيتامول.
هل يمكن الشفاء من أمراض الكبد؟
يُمكِن الشفاء من أمراض الكبد بالطبع، وذلك بزيارة الطبيب حال ظهور أيِّ أعراضٍ لمرض الكبد، إذ يُجرِي الطبيب الفحوصات والاختبارات اللازمة؛ للوصول إلى التشخيص الصحيح، ومِنْ ثَمَّ وضع الخطة العلاجية المُناسِبة للتعامل مع المرض، فليست كل أمراض الكبد واحدة، وليس لها – على اختلاف أنواعها – نفس العلاج.
المصادر
اضف تعليقا