هل تضخم الكبد له علاج؟ سؤال قد يراود بعض مرضى الكبد، إذ يُشِير تضخم الكبد إلى اضطراباتٍ عديدةٍ مُحتمَلة بدءًا من التهاب الكبد الفيروسي وصولًا إلى سرطان الكبد، ومِنْ ثَمَّ لوضع خطة علاجية مناسبة، لا بُدَّ من معرفة سبب تضخم الكبد أولًا، فما هو هذا المرض؟ وما هي طرق العلاج المُناسِبة له؟

 

sion_text]

اتصل و احجز موعدك الان
تواصل معنا عبر الواتس اب

ما هو مرض تضخم الكبد؟

تجاوز الكبد حجمه الطبيعي، وقد يصاحب ذلك حالة من الالتهاب، أو تراكم للدهون، أو سرطان، كما قد يكون نتيجة مرض الكبد المزمن، أو استجابة حادة لنوع من العدوى.

هل يختلف مرض تضخم الكبد عن التهاب الكبد؟

ليس التهاب الكبد هو تضخمه، ولكن التهاب الكبد من أسباب تضخمه، إذ ينشأ هذا الالتهاب نتيجة عدوى فيروسية، مثل: فيروس التهاب الكبد ب، أو نتيجة شرب الكحول، إذ تتضمَّن أسباب تضخم الكبد عمومًا ما يلي:

  • سرطان انتشر إلى الكبد.
  • قصور القلب الاحتقاني.
  • داء اختزان الجليكوجين.
  • التهابات الكبد أ، ب، ج.
  • كثرة الوحيدات (Mononucleosis).
  • التهاب الأقنية الصفراوي الأولي.
  • الكبد الدهني.

إذن تضخم الكبد ليس ناجمًا عن التهابه فقط، وإنَّما قد تتنوَّع أسبابه على النحو المذكور.

جاوز الكبد حجمه الطبيعي، وقد يصاحب ذلك حالة من الالتهاب

أعراض تضخم الكبد

قبل معرفة هل تضخم الكبد له علاج أم لا، فإنَّ معظم المرضى لا يشعرون بأي أعراض، لكن قد يشعر البعض بضغط، أو ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.

إذ أن تضخم الكبد نفسه عَرَض لمرضٍ آخر أصاب الكبد، ومِنْ ثَمَّ فقد تكون الأعراض التي يُعانِي منها المريض:

  • اليرقان، وهو اصفرار الجلد، وصلبة العين.
  • انسداد الشهية.
  • بول داكن.

بالإضافة إلى تضخم الكبد، فإنَّ المرضى المُصابين بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد، أو أي عدوى مُتلِفة للكبد قد يشتكون من الأعراض الآتية:

  • الغثيان.
  • القيء.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • ألم البطن.
  • الإرهاق.
  • آلام المفاصل، والعضلات.

طرق تشخيصه

عادةً يُكتشَف تضخم الكبد خلال الفحص الجسدي الروتيني، إذ يحصل الطبيب على التاريخ المرضي، كما يُجرِي فحصًا جسديًا للكشف عن عوامل خطر الإصابة بتضخم الكبد، وقد يطلب بعض الاختبارات أيضًا.

اختبارات تصويرية

تُؤكِّد الاختبارات التصويرية تضخم الكبد، كما تُوفِّر للطبيب معلومات عن حجم الكبد، وتركيبه، ويأتي في مقدمة هذه الاختبارات سونار البطن، إذ تُستخدَم الموجات الصوتية؛ لإنشاء صور للأعضاء الداخلية، ولا يُسبِّب ذلك الإجراء أي ألم على الإطلاق.

كذلك من الاختبارات التصويرية الإضافية:

  • التصوير المقطعي المحوسب للبطن.
  • أشعة الرنين المغناطيسي.

اختبارات أخرى

قد يحتاج الطبيب إلى اختبارات أكثر من ذلك؛ لمعرفة هل تضخم الكبد له علاج أم لا، ومِنْ أمثلة هذه الاختبارات ما يلي:

  • اختبارات الدم: تكشف عن مستوى إنزيمات الكبد، ومِنْ ثَمَّ يتعرَّف الطبيب من خلالها على إصابة الكبد بالتهابٍ من عدمه، إذ تزداد مستويات إنزيمات الكبد في الدم حال التهابه.
  • البزل: إجراء للحصول على سائلٍ من الجسم؛ لتحليله، وقد يطلب الطبيب ذلك الإجراء في حالة تراكم السوائل في البطن.
  • خزعة: ربَّما يحصل الطبيب على عيِّنة من الكبد؛ لفحصها تحت المجهر، وذلك باستخدام مُخدِّر موضعي.

هل تضخم الكبد له علاج؟

نعم، يُمكِن علاج تضخم الكبد بتشخيص سببه المباشر، ومِنْ ثَمَّ علاج ذلك السبب، إذ لا يُمكِن علاج التهاب الكبد بنفس طريقة علاج الكبد الدهني، أو سرطان الكبد، ومعلومٌ أنَّ لتضخم الكبد أسباب عديدة، فليس جميع أمراض الكبد تعالج بنفس الطريقة.

علاج مرض تضخم الكبد

يختلف علاج مرض تضخم الكبد تبعًا لسبب ذلك التضخم على النحو التالي:

1- التهاب الكبد

غالبًا يلتهب الكبد؛ بسبب عدوى فيروسية، ويضع الطبيب خطة علاجية مناسبة حسب التاريخ المرضي، وطبيعة العدوى التي أصابت المريض، فمثلًا في حالة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي ب المزمن، فقد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات.

كما تختلف طريقة علاج التهاب الكبد حسب طبيعة الفيروس الموجود:

  • فيروس التهاب الكبد أ: لا يُوجَد له علاجٌ مُحدَّد، إذ يتعافى معظم الناس تمامًا في غضون أسابيعٍ، أو شهور، لكن نادرًا ما يتطوَّر لدى البعض إلى قصور كبدي حاد يتطلَّب زراعة الكبد.
  • فيروس التهاب الكبد ب: كذلك لا يحتاج الغالبية إلى علاج إلَّا لو صار المرء مُعرَّضًا للمضاعفات، ويتضمَّن العلاج الأدوية المضادة للفيروسات؛ لتقليل تليف الكبد.
  • فيروس التهاب الكبد ج: يتطلَّب علاج الالتهاب المزمن من هذا النوع أدوية مضادة للفيروسات، إذ يستغرق العلاج بين 12 – 24 أسبوعًا.

2- الكبد الدهني

الكبد الدهني أحد أبرز أسباب تضخم الكبد، إذ تتراكم الدهون داخل خلايا الكبد، مِمَّا يمنعها من أداء مهامها بطريقةٍ صحيحة، كما قد يتطوَّر المرض إلى تليُّف الكبد.

كذلك تزيد بعض العوامل من فرص الإصابة بالكبد الدهني، مثل: السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وفرطُ شحميات الدم؛ لذا فالعلاج لا يخرج عن النصائح الآتية:

  • تغيير العادات الغذائية، بما في ذلك تقليل تناول الدهون.
  • الحفاظ على الوزن المثالي.
  • ضبط مستويات السكر في الدم.
  • علاج الأمراض المُهدِّدة بالكبد الدهني، مثل: مرض السكري من النوع الثاني.

3- أورام الكبد

تُسبِّب أورام الكبد الحميدة، والخبيثة تضخمًا للكبد، وليست الخيارات العلاجية لهما نفسها:

أورام الكبد الحميدة

هل تضخم الكبد له علاج؟ إِنْ كان ناشئًا عن ورمٍ، الإجابة هي نعم، إذ أنه بعلاج الورم ينتهي تضخم الكبد، لكن لا تُوجَد ضرورة لعلاج أورام الكبد الحميدة إلَّا لو سبَّبت أعراضًا خطيرة، مثل: ألم البطن، أو النزيف، كما أنَّه من النادر أن يتحوَّل ورم الكبد الحميد إلى ورمٍ خبيث.

سرطانات الكبد

يُمكِن علاج سرطانات الكبد من خلال:

  • التدخل الجراحي.
  • العلاج الكيميائي.
  • العلاج الإشعاعي.
  • زراعة الكبد.

إذ يختار الطبيب الوسيلة العلاجية المناسبة حسب مرحلة السرطان، ومدى انتشاره في الجسم، لكن في النهاية يزول تضخم الكبد الناجم عن السرطان.

4- قصور القلب

ليس العنوان خطأً عزيزي القارئ، بل قصور القلب بالفعل من أبرز أسباب تضخم الكبد، لكن لا يُوجَد علاج لقصور القلب، وإنَّما تُسهِّل الأدوية الموصوفة عمل القلب، وتمنع الإصابة بمضاعفات، كما تضمُّ الوسائل العلاجية لقصور القلب ما يلي:

تغيير أسلوب الحياة

  • التوقف عن التدخين.
  • التقليل من تناول الكافيين.
  • الحد من التوتر.
  • تعزيز النشاط البدني.
  • تناول وجبات غذائية صحية متوازنة، كالفواكه والخضروات، وتقليل السكريات، والأملاح.
  • خسارة الوزن الزائد.

الأدوية

  • مُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل للأنجيوتنسين، مثل: كابتوبريل.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، مثل: لوسارتان.
  • حاصرات بيتا، مثل: بروبرانولول.
  • مُدرَّات البول، مثل: فوروسيميد.

يُكتشَف تضخم الكبد خلال الفحص الجسدي الروتيني

هل يمكن الشفاء من تضخم الكبد؟

بعد أن علمت هل تضخم الكبد له علاج أم لا، فإنَّه في بعض الأحيان يكون للكبد قدرة على إصلاح ذاته مع وجود الأنسجة الكافية السليمة، كما يُمكِن الشفاء من تضخم الكبد بالتغلُّب على سببه المُباشِر.

إذا تضخَّم الكبد بسبب مرضٍ حاد كعدوى فيروسية، فإنَّ علاجها يسمح للكبد بالتعافي، وللتضخم بالزوال، ولو كان تضخُّم الكبد ناجمًا عن مرض مزمن، فيُمكِن الشفاء منه كذلك في بعض الحالات عبر تغيير أسلوب الحياة، مثل:

  • التوقف عن شرب الكحول في حالة المعاناة من الكبد الدهني الناجم عن شرب الكحول.
  • خسارة 10% من الوزن؛ للتغلُّب على الكبد الدهني.
  • اتِّباع النصائح الطبية الصحيحة في التعامل مع ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستويات السكر في الدم، وكذلك ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم.
  • قليل من التمارين الرياضية كل يوم مع وجبات غذائية صحية.

المصادر

Hepatomegaly (Enlarged Liver): Treatment