للالفيروسات صعبة العلاج عمومًا، فليس لها مضاد حيوي كالبكتيريا، وعلى ذكر الفيروسات، فإنَّ فيروسات التهاب الكبد الأخطر على الإطلاق، لما قد تُسبِّبه من تليف للكبد، أو حتى السرطان؛ لذا هل يوجد علاج لالتهاب الكبد الفيروسي؟ وما هي أنواع التهاب الكبد الفيروسي؟
ما المقصود بالتهاب الكبد الفيروسي؟
التهاب وتلف خلايا الكبد؛ بسبب الإصابة بعدوى فيروسية، إذ تختلف أنواع الفيروسات المُصِيبة للكبد، وإِنْ تشابهت جميع أعراض التهاب الكبد.
أسباب الإصابة بالتهاب الكبد
تشمل أهم أسباب الإصابة بالتهاب الكبد ما يلي:
1- عدوى فيروسية
أغلب حالات التهاب الكبد ناجمة عن عدوى فيروسية بالأساس، ومِنْ أمثلة هذه الفيروسات ما يلي:
- الفيروس المُضخِّم للخلايا.
- فيروس إيبشتاين-بار.
- فيروس الهربس البسيط.
- مرض الحصبة.
- النُكاف.
- فيروسات التهاب الكبد.
2- التهاب الكبد الإقفاري
يحدث التهاب الكبد الإقفاري؛ نتيجة نقص تدفُّق الدم إليه، والذي قد ينجم عن صدمة، أو قصور القلب، وإِنْ كان قصور القلب هو الأكثر شيوعًا.
3- التهاب الكبد بالمناعة الذاتية
التهاب الكبد نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لخلايا الكبد دون سابق إنذار، إذ لا يُعرَف سبب التهاب، ويُعتقَد أنَّ هناك عوامل جينية وبيئية تتفاعل بمرور الوقت مُسبِّبة التهاب الكبد بالمناعة الذاتية.
4- أسباب أخرى
قد يلتهب الكبد لأسباب أخرى مختلفة عمَّا سبق ذكره، مثل:
- الإدمان على الكحول.
- داء ويلسون.
- تناول أنواعٍ مُعيَّنة من الأدوية.
أنواع التهاب الكبد الفيروسي
يطرح سؤال هام للغاية ألا وهو هل يوجد علاج لالتهاب الكبد الفيروسي؟ قد تختلف الإجابة عن هذا السؤال حسب نوع الفيروس، إذ تشمل أنواع التهاب الكبد الفيروسي ما يلي:
1- التهاب الكبد أ (Hepatitis A)
أكثر أنواع التهاب الكبد الفيروسي شيوعًا حول العالم، وتبدأ أعراضه في الظهور بعد 15 – 45 يومًا من الإصابة به.
لكن قد يُصابُ به الإنسان ويُشفَى دون أن يلحظ أي أعراضٍ، كما لا يتطلَّب التهاب الكبد الفيروسي أ علاجًا خاصًا، إذ أغلب المرضى يتعافون منه، كما لا يُسبِّب التهابًا مزمنًا في الكبد.
2- التهاب الكبد ب (Hepatitis B)
التهاب الكبد ب أكثر خطورة من سابقه، كما يستمر فترة أطول، إذ يُسبِّب التهابًا حادًا لدى 5 – 10% من الحالات، وربَّما ينقلب إلى التهابٍ مزمن مُسبِّبًا تلف الكبد.
تبدأ أعراض التهاب الكبد الفيروسي ب في الظهور في غضون 40 يومًا إلى 6 أشهر بعد التعرَُض للفيروس، أو دخوله الجسم.
كما يُصبِح مريضٌ واحد من كل 10 مرضى بهذا الفيروس، حاملًا للفيروس، وقادرًا على نقله إلى غيره، كما أنَّه أكثر عُرضةً دون غيره للإصابة بسرطان الكبد.
3- التهاب الكبد ج (Hepatitis C)
80% من المصابين بهذا الفيروس لا يُعانُون من أي أعراض، كما أنَّ العدوى قد تكون خفيفة، أو شديدة، وتستمر لأسابيع، أو ربَّما مدى الحياة.
إذ تتحوَّل 60 – 80% من حالات التهاب الكبد ج المزمنة إلى أمراض الكبد المزمنة، مثل: تليف الكبد، أو سرطان الكبد، كما أنَّ مدمني الكحول المُصابين بفيروس التهاب الكبد ج أكثر عُرضةً لتليف الكبد.
4- التهاب الكبد د (Hepatitis D)
لا يُصِيب التهاب الكبد د إلَّا في مصاحبة فيروس التهاب الكبد ب، إذ يتطلَّب فيروس التهاب الكبد د فيروس التهاب الكبد ب؛ كي يتضاعف وينشط، ومِنْ ثَمَّ فقد يُؤدِّي ذلك إلى تليف الكبد، أو مرض الكبد المزمن.
5- التهاب الكبد هـ (Hepatitis E)
فيروس التهاب الكبد هـ مُشابه لفيروس التهاب الكبد أ، لكنَّ تأثيره أشد، كما أنَّ الوفاة بسبب الإصابة به أكثر شيوعًا عن فيروس التهاب الكبد أ، كما تزداد فرص القصور الكبدي الحاد أو المزمن عند إصابة الحامل بهذا الفيروس.
6- فيروسات أخرى
لا يقتصر التهاب الكبد الفيروسي على فيروسات التهاب الكبد، بل قد ينشأ بسبب فيروسات أخرى، مثل: الهربس البسيط، أو الحصبة، أو الفيروس المُضخِّم للخلايا، ومِنْ ثَمَّ تتنوَّع الإجابة عن سؤالك هل يوجد علاج لالتهاب الكبد الفيروسي؛ نظرًا لاختلاف الفيروسات التي قد تُصِيب الكبد.
من هو النوع الأشد خطرًا؟
يُعدُّ فيروس التهاب الكبد ج هو الأشد خطرًا بين فيروسات الكبد، إذ أن 70% مِمَّن يُعانُون من عدوى مزمنة بهذا الفيروس لديهم مرض كبدي مزمن.
ويُصاب نحو 20% منهم بتليف الكبد، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض، فإنَّ 5% من مُصابي فيروس التهاب الكبد ج يموتون؛ نتيجة تليف أو سرطان الكبد.
متى يكون التهاب الكبد خطيرًا؟
يُصبِح التهاب الكبد خطيرًا إذا أظهر المُضاعفات الآتية:
- تليف الكبد: تزداد فرص الإصابة به مع التهاب الكبد ب وج، إذ يفقد الكبد قدرته الوظيفية، وتحل الأنسجة الندبية محل خلايا الكبد.
- سرطان الكبد: كذلك من مضاعفات تليف الكبد، وتزداد فرص الإصابة به مع فيروس التهاب الكبد ج.
- قصور الكبد: فشل الكبد في أداء وظائفه، وربَّما يُؤدِّي ذلك إلى الوفاة.
- اعتلال دماغي كبدي: يُؤدِّي القصور الشديد في وظائف الكبد؛ بسبب التهابه إلى تراكم السموم في المخ.
ومِنْ ثَمَّ المعاناة من التشوش والارتباك، وربَّما الغيبوبة في نهاية المطاف.
- ارتفاع ضغط الدم البابي: أحد المضاعفات الخطيرة لالتهاب الكبد، والذي قد يُسبِّب دوالي المريء.
هل التهاب الكبد معدي؟
ليست كل أنواع التهاب الكبد مُعدية، وإنَّما أمراض الكبد الفيروسية فحسب، لكن تختلف طريقة انتقال العدوى حسب نوع الفيروس.
إذ ينتقل فيروس التهاب الكبد ب وج عن طريق الدم، بينما ينتقل فيروس التهاب الكبد أ من خلال تناول طعام أو شرب ماءٍ مُلوَّث بفضلات إنسانٍ مُصاب بالفيروس،
أمَّا التهاب الكبد الكحولي، أو الناجم عن نقص التروية، فليس مُعديًا بأي حالٍ من الأحوال.
هل يوجد علاج لالتهاب الكبد الفيروسي؟
بالطبع يُمكِن علاجه، لكن تختلف أدوية علاج فيروس الكبد ب عن فيروس الكبد ج، كما أنَّ فيروس الكبد أ لا يتطلَّب أدوية للعلاج.
كيف يمكن علاج لالتهاب الكبد الفيروسي؟
يُمكِن علاج التهاب الكبد الفيروسي عبر تناول مضادات الفيروسات المُناسِبة لنوع الفيروس الذي أصاب المريض، ولا يكون ذلك إلَّا بعد التشخيص، وتحديد نوع الفيروس.
إذ تشمل أدوية علاج التهاب الكبد ج المزمن ما يلي:
- داكلاتاسفير.
- سوفوسبوفير.
- ريتونافير.
- داسابوفير.
- ريبافيرين.
قد يستخدم الطبيب دواءً واحدًا فقط، أو يدمج مجموعة من الأدوية معًا؛ للحصول على أفضل تأثيرٍ مُقاوِم لفيروس التهاب الكبد ج،
أمَّا أدوية علاج التهاب الكبد ب المزمن، فتضمُّ ما يلي:
- انتيكافير.
- تينوفوفير.
يستغرق العلاج باستخدام هذه الأدوية سواء لفيروس التهاب الكبد ب أو ج نحو 6 أشهر.
كما أنَّ الأدوية ليست فعالة لكل المرضى، كما أظهرت أبحاث مُؤخرًا أنَّ مزج مجموعة من مضادات الفيروسات ساهم في العلاج النهائي للعديد من مرضى التهاب الكبد ج.
وقد تتطلَّب الحالات المتأخرة من التهاب الكبد، والتي وصل فيها التليف إلى درجة سيئة يصعب معها العلاج إلى زراعة الكبد.
الخلاصة
تختلف أسباب التهاب الكبد الفيروسي تبعًا لنوع الفيروس الذي أصاب الكبد، كما يُعدُّ فيروس التهاب الكبد ب و ج الأخطر بين جميع الفيروسات.
وبالأخص فيروس ج، إذ يزيد فرص الإصابة بمرض الكبد المزمن، وسرطان الكبد.
هل يوجد علاج لالتهاب الكبد الفيروسي؟ نعم يُوجَد علاج لألتهاب الكبد الفيروسي.
إذ يستخدم مجموعة من الأدوية المضادة للفيروسات معًا؛ للتغلُّب على الفيروس المُسبِّب للمرض.
المصادر
اضف تعليقا